الخميس، 28 مايو 2009

صباح الخير على التفاعلى

«الثلاثاء ٢ يونيو» مقال للكاتب الجميل اسامة غريب طالعنا به فى المصرى اليوم
يقول الخبر إنه بمبادرة من الكاتبة أمل السامرائى وبحضور عدد من الكتاب والصحفيين عقد معلقو الموقع الإلكترونى وقراء «المصرى اليوم» اجتماعهم الأول بعد تكوين الرابطة و ذلك فى نادى جاردن سيتى. لم أكتف بالخبر، وإنما مضيت فى قراءة تعليقات القراء الذين كان أغلبهم عاتباً على أن تفوته مثل هذه المناسبة وألا توجه إليه الدعوة لحضورها، وبعضهم تساءل عن شروط العضوية فى الرابطة، والجميع كان سعيداً بأن يقوم القراء بتنظيم مثل هذه الرابطة، غير أن تعليقاً من بين التعليقات، وكان من القارئ عبد الرحمن فهمى، ضرب كرسياً فى الكلوب عندما كتب ما يلى: «الإخوة الأفاضل.. اتصلت بى من المطار الكاتبة المحترمة أمل هانم السامرائى لتعلن لى اندهاشها بعدما قرأت الجريدة الورقية لـ (المصرى اليوم) وأرسلت التصحيح التالى: إنها كانت حفلة تعارف عادية قد دعيت هى لها بين الكتاب وبعض المعلقين، وقد تبادل الحضور الحوارات الجانبية الشيقة مع تبادل قراءة أبيات من الشعر بين الكتاب ومعلقى (المصرى اليوم)، مما أضفى جواً من الحميمية والسعادة بين الجميع». هذا هو التعليق الذى نسبه القارئ الأستاذ عبد الرحمن فهمى للكاتبة الأستاذة أمل السامرائى. ما فهمته من الخبر والتعليقات عليه أن السيدة الكاتبة كانت قد دعت بعض أصدقائها لحفل عشاء ومن بين هؤلاء الأصدقاء سادة أفاضل يشاركون بالتعليق على موضوعات «المصرى اليوم»، ولهذا ربما تصور محرر الجريدة أن هذا اللقاء هو أول اجتماع بين الكتاب و قراء الصحيفة والموقع. لا غبار على هذا كله.. لكن الغبار المخلوط بالماء أتى بعد أن دفعنى الفضول لأقرأ مقالات السيدة أمل السامرائى الموجودة على الموقع، قرأت فى صحيفة الخميس الماضى ٢٨مايو مقالاً عنوانه «بين شيخوخة وميلاد» وأوله: اشتقت إليك.. أترقب صوت الريح القادمة بك تطوى مسافات الغياب محاطاً بسنابك الحقيقة.. ممتشقاً سيف الحق تتهاوى على أنصاف الآلهة والهلاميات الملتحفة بأردية التعالى والغرور يهوى على رؤوس اليأس.. يستفز الإرادة المسلوبة وموروثات الحضارة المتوارية خلف جدران الضعف»، ليست المشكلة فى أننى لم أفهم أى شىء من هذا الكلام، فلقد اعتدت أن أقرأ الكثير مما لا أفهمه، المشكلة أنه كان هناك، كرد فعل على هذا الكلام، ٨٩ تعليقاً من القراء وهى نسبة لو تعلمون مهولة لا يحظى بها أحد من كتاب «المصرى اليوم» العتاولة المشهود لهم بالاقتدار والموهبة مثل حسن نافعة وعمرو الشوبكى وعمار على حسن وعزت القمحاوى وجلال عامر وغيرهم (من حسن حظ بلال فضل أنه أخرج نفسه من هذا المولد) شرعت أقرأ التعليقات حتى أفهم سر التفاعل بين القراء وهذا المقال الرومانسى الأقرب إلى الخواطر التى يكتبها المحبّون فى دفاترهم، فاكتشفت شيئاً عجيباً.. التعليقات جميعها لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالمقال المكتوب. هم مجموعة من الأصدقاء يجمعهم الإعجاب بالكاتبة والمعرفة الشخصية بها، يلتقون فى هذا المكان للسؤال عن الأهل والأحباب ويقدمون لبعضهم التهانى فى الأفراح والتعازى فى الأحزان، ويعرض كل منهم على الآخرين آخر أخباره، كما يقدم لهم إنتاجه فى الشعر والزجل والمقال، ولاحظت أنهم يقومون بتنحية الكاتبة جانباً فى بعض الأحيان و يستغرقون فى مناقشة قصيدة أعجبتهم لواحد منهم أو فكرة جديدة واتت أحدهم و قرر ألا يحرم منها أصدقاءه. عندما تركت هذا المقال وانتقلت الى مقال آخر وجدت الأمر نفسه يتكرر.. السؤال عن صحة طانط وتهنئة الابنة الحبيبة بالمولود الجديد وأشياء من هذا القبيل! مضيت من مقال إلى مقال وأنا غير مصدق أن هؤلاء الأصدقاء استعاضوا بالموقع الإلكترونى لـ «المصرى اليوم» عن الذهاب للمقهى، وأدركت أنهم، فى أغلبهم، ليسوا قراء لـ «المصرى اليوم» ولا دياولو، بدليل أنهم يحضرون فقط يوم الخميس ويقومون بالتعليق فقط على مقال صديقتهم.. آسف لا يعلقون على المقال وإنما يجتمعون حول المقال وينصبون القعدة، ولا يكتفى الواحد منهم فى العادة بتعليق واحد وإنما تجد للبعض أكثر من عشرين تعليقا لم تمس المقال الذى يجلس على ضفافه بكلمة واحدة!! الخلاصة أننى وجدت المكان وقد تحول إلى غرفة من غرف الدردشة الموجودة على النت والتى يؤمها الأعضاء المشتركون فى الاهتمامات من أجل الأنس والسرور. سرحت فى تأمل المسألة ووجدتها طريفة للغاية وجديدة إذ يأتى الكاتب ومعه فريق المشجعين والهتّيفة مثل البرامج التليفزيونية التى تأتى بشباب مهمته الضحك والتصفيق لتلميع الضيف حتى لو كان ما يقوله لا يستدعى الضحك و لا يستحق التصفيق، ورغم أننى لا أعتقد أن هذا هو الغرض من إنشاء الموقع التفاعلى إلا أننى أفكر جدياً فى استعارة التجربة -ما دامت مباحة- وأن أقوم باستدعاء أصدقائى القدامى من باب الشعرية لمؤازرتى على الموقع الإلكترونى.. غير أن ما يمنعنى هو تخوفى من أنهم لن يكتبوا تعليقاً على ما أكتب سوى كلام.. «أبيح»!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق